مريم شاديد: عالمة الفلك الشجاعة والمستكشفة في القارة القطبية الجنوبية -لقاء صور وفيديو-

مريم شاديد
مريم شاديد

مريم شاديد، وُلدت في 11 أكتوبر 1969 في الدار البيضاء، المغرب، تمثل الزواج الاستثنائي بين شغف الفلك وجرأة الاستكشاف. عالمة فلك، باحثة، مدرسة، ومستكشفة، قد كرست حياتها لاستكشاف أسرار الكون، مع اهتمام خاص بالقارة القطبية الجنوبية.

مريم شديد.. أول عالمة فلكية مغربية وعربية تطأ قدماها القطب الجنوبي

الطفولة والبدايات

نشأت مريم شاديد في عائلة متواضعة في الدار البيضاء. والدها، حداد، ووالدتها، ربة منزل، قاموا بتربية سبعة أطفال في ظروف متواضعة. في سن الاثني عشر، أصبح حلم الشابة شاديد بأن تصبح عالمة فلك واقعًا. بعد حصولها على درجة الماجستير في الفيزياء في الدار البيضاء، انتقلت إلى فرنسا لمتابعة دراستها وحلمها.

التكوين والمسيرة العلمية

حازت شاديد على دكتوراه في الفلك والدراسات الفضائية في جامعة بول صاباتييه في تولوز، فرنسا، عام 1996. كانت بحثها الرائد يتناول الأمواج فوق الصوتية في النجوم المتغيرة النبضية. بعد العمل في المركز الوطني للبحث العلمي في مونبلييه والمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، لعبت دورًا حاسمًا في تثبيت التلسكوب الضخم جداً في صحراء أتاكاما في تشيلي. في عام 2002، انضمت إلى الجامعات العامة في فرنسا وحازت على شهادة العلوم لقيادة الأبحاث من جامعة نيس-سوفيا-أنتيبوليس.

مريم شديد.. فلكية مغربية عاشقة للنجوم والمجرات

رحلات الاستكشاف في القارة القطبية الجنوبية

في عام 2005، قامت مريم شاديد بأول رحلة استكشاف في قلب القارة القطبية الجنوبية، بمهمة تثبيت تلسكوبات لإنشاء مرصد فلكي في القارة القطبية. أصبحت بذلك أول عالمة فلك تقود رحلة إلى القارة القطبية الجنوبية، ووجهة لتثبيت مرصد فلكي ضخم على هذه القارة. في رحلة 2016، قامت شاديد بتحويل وتحديث المعدات، مما سمح بإجراء المراقبة عن بُعد خلال الليل القطبي الذي يستمر لمدة ستة أشهر في قلب القارة القطبية.

يكمن الاهتمام في توجيه التلسكوبات في القارة القطبية في التوازن بين الموقع الجغرافي الذي يمكن من خلاله إجراء المراقبات طوال الليل لمدة ستة أشهر، وبين مناخ جاف جداً، خالٍ من التلوث والرياح والغيوم التي قد تعوق المراقبات. بالإضافة إلى ذلك، يكلف هذا أقل بكثير من تلسكوبات الأقمار الاصطناعية، ولكنه يوفر مستوى متقارب من الجودة في المراقبات.

في التاريخ.. مريم شديد - YouTube

إسهامات علمية

قامت شاديد بتحقيق تقدم كبير بكشفها لأول مرة عن موجات الجاذبية في شموع الكون. هذا الاكتشاف ساهم في تقدم نظرية تطور النجوم وزاد من فهمنا للكون.

الالتزام والتكريمات

تم انتخاب مريم شاديد نائبة لرئيس الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) – القسم G. كما تم انتخابها رئيسة للمجلس العلمي الدولي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث تلتزم بشكل فعّال بأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.

من بين العديد من التكريمات التي حازت عليها، تم تكريمها من قبل ملك المغرب كضابط في وسام الوسام العلوي في عام 2013. كما تم اختيارها كواحدة من أكثر 30 شخصًا مثيرين للإعجاب في العالم من قبل مجلة فوربس وحازت على جائزة امرأة أوروبا للمستقبل في العلوم والبحث والابتكار عام 2021 من قبل المفوضية الأوروبية.

مريم شديد - أول عالمة فلك في العالم تصل إلى قلب القطب المتجمد الجنوبي -  باحثة مغربية

التزام التعليم وتبسيط العلوم

تركت مريم شاديد بصمة لا تنسى في مجال التعليم كعضو في أكاديمية جائزة المعلم العالمية. ساهمت في توعية الفتيات بشأن مساراتهن المهنية في العلوم وتبسيط العلوم، ملهمة الأجيال الصاعدة.

توثيقها السينمائي حول الفلك، “تاريخ النجوم”، الذي بُث على قناة الجزيرة، يبرز التزامها تجاه تبسيط العلوم.

المغربية شديد أول عالمة تصل القطب الجنوبي وتغرس فيه العلم الوطني.. لست  إمرأة ! - YouTube

الختام

تجسد مريم شاديد الشجاعة والإصرار والشغف في سعيها للمعرفة وفهم الكون. كمستكشفة لأبعد الأراضي في الأرض ورائدة في ميدان الفلك، فتحت مسارات جديدة للبحث العلمي وألهمت أجيالًا كاملة لمتابعة أحلامها الجريئة.

مريم شاديد